Translate

1

1
1

بحث هذه المدونة الإلكترونية

1 مارس 2014

انماط الثقافه,

أنماط الثقافة :
على أي حال فإن نموذج الثقافة عموما يشير إلى مجموعة من المسالك الثقافية أو العناصر التي تشكل نظاما متداخلا على أكثر من صعيد ، فإذا ما بدئنا بأوائل سبل الحياة الأولى نقول أن المحراث هو عنصر لنمط ثقافي يتكون أصلا من المحراث ذاته ، والحيوان الأليف الذي يستخدم في سحب المحراث و محاصيل حبوب العالم القديم مثل القمح والشعير ، وحرث أراض أكبر في مساحتها من الحدائق ، واستخدام الأسمدة من روث الحيوانات الأليفة . جاءت الزراعة بالمحراث والعوامل المشتركة معها ، كنمط ثقافي ، جاءت من القرون الوسطى في حوالي ق 500. م .
مثل هذا النمط الثقافي تواصل عبر الأيام ؛ فالزراعة تنتشر من ثقافة إلى أخرى ، ويضاف إليها عناصر جديدة بين حين وآخر ، وهو ما نسميه بالتطور التقني للزراعة . اليوم تعرف زراعة المحراث كنمط ثقافي ، وقد تم دمج محاصيل باستخدام وسائل علمية عالية التقنية وباستخدام ونماذج جديدة من الأسمدة ، فنتج لنا أنواع أخرى من المحاصيل و الخضرة الأخرى . كل هذا يندرج تحت تسمية النمط الثقافي للمجتمع الواحد .
أحيانا يستخدم تعبير النمط الثقافي لكي يعني ترتيبا متجانسا للسلوك البشري ، والعادات الاجتماعية ، ومنظومة القيم المرتبطة بها وهى يلك القيم التي ستكون من خصائص المستقبل أو الحضارة . هناك علماء انثربيولوجيا ينظرون إلى الحضارات في سياق نمط الشخصية المهيمنة في أي حضارة وهى الشخصية التي تكون مفضلة عند كل ثقافة ، والذي يظهر في طبيعة المنظمات الاجتماعية ، وطرائق تعليم الأطفال و تدريبهم ، ومراسم العادات والتقاليد ، والقيم الدينية ، وما يتبع ذلك من وسائل تطبيق ذلك على الواقع العملي للحياة . هناك أنماط ثقافية تاريخية يمكننا المرور عليها بالذكر وذلك مثل بعض ثقافات الإغريق القديمة ، فقد كان منها ما هي ثقافة محمومة وعنيفة ومنها ما هي ثقافة منظمة وهادئة . الحكم هنا هو الزمان والمكان 
نسبية الثقافية :
العادات والسلوك التي تعتبر خطاءة في ثقافة ما ، قد تكون مقبولة كليا أو ربما ممتدحة ومحببة في ثقافة أخرى . غالبية علماء الأنثروبيولوجيا ينظرون إلى الثقافة الإنسانية نظرة نسبية [ النسبية هي نظرية تقول بأن كل شيء في الدنيا نسبي وليس هناك شيئا مطلقا ] ، والمفهوم بأن كل الثقافات هي نظم مرتبة ومن خلالها تكون التقاليد الاجتماعية والمؤسسات منطقية في معانيها الخاصة . وبهذا يمكن رؤية إيمان الهندوس بعدم أكل لحوم البقر وضمان معاملة خاصة للأبقار ، يمكن رؤيتها على أنها وظيفية ومنطقية ، هذا ليس فقط في إطار التقاليد الدينية للأبقار المقدسة ، ولكن أيضا في سياق الفائدة المرجوة من البقرة كحيوان جر وكمصدر للروث من أجل التسميد والوقود . غالبية علماء الإنسان يقرون كذلك بأن الثقافات البشرية تتضمن في بعض الأحيان عادات وقيم مضادة للرفاهية الإنسانية .
تحولات الثقافة :
يرتبط تحول الثقافة الإنسانية ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي ، وهو التحول الذي من خلاله قامت البشرية باستثمار البيئة بطرق معقدة تعقيدا كبيرا يتزايد يوما بعد يوم ، ولنا في ذلك مثال في تاريخ تطور التكنولوجيا ، ففي القرن التاسع عشر قدم العديد من علماء الانثروبيولوجيا الرواد وعلماء الاجتماع ، نظرية تقول بأنه لا بد وأن تمر كل ثقافة إنسانية بمراحل محددة من التحول ، بل وقسم البعض هذا التطور إلى ثلاثة مراحل تتكون من التالي : مرحلة أساس ( مرحلة الوحشية ) ، عندما قام بني البشر بجمع البذور والحبوب ؛ وتبع ذلك مرحلة ثانية سموها ( مرحلة البربرية ) ، عندما قام بني البشر بزراعة الحبوب ، واستخدموا بعض الأدوات المعدنية من أجل ذلك ، وعاشوا في مساكن دائمة ؛ وأخيرا ، مرحلة ثالثة عندما اهتموا بالحضارة التي بدأت بابتكار الحروف الصوتية والكتابة . علماء الانثروبيولوجيا وعلماء الآثار ، ومؤرخون لم يعودوا يعتقدون أن حضارات محددة هي بالضرورة تحقق تقدما في مراحل ثابتة من التاريخ .
 ومن الواضح أن مجتمعا بسيطا مكونا من بضعة مئات من الأفراد في صحراء النقب أو سيناء مثلا لا يمكن أن يطور بمفرده نظاما اجتماعيا بمفردهم ودون الاختلاط بمجتمعات أخرى أو ثقافات أخرى ، بل ويمكن أن نقول بأن سكان العصر الحجري يمكنهم أن يسوقوا دراجات و سيارات وجرارات مباشرة ، ان يقوموا بإصلاحها عندما يتم تقديم تلك الماكينات إلى ثقافتهم . هذا الفهم الواضح لمعنى الثقافة جعل اليابان و من بعدها الصين ودول النمور الأسيوية ، جعلها قادرة على تغيير ذاتها من مجتمعات إقطاعية زراعية إلى مجتمعات صناعية متقدمة إلى أبعد الحدود . وبناء على ما تقدم نقول أن الثقافة الإنسانية تنمو وتتعاظم ، وذلك يعني ، أنها يمكن أن تتمدد من مجتمع إلى آخر ضمن حدود البيئة الجغرافية وطبقا لقدرة المجتمع على استيعاب أفكار جديدة ، والتعامل الإيجابي معها .
اتمنى الافاده للقارىء وافادتى بملاحظتكم وتعليقتكم المحفزه  وشكرا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق