Translate

1

1
1

بحث هذه المدونة الإلكترونية

1 مارس 2014

انتشار الثقافه,

تنتشر وتتطور عناصر الثقافة من مجتمع إلى مجتمع بالاتصال المباشر أو غير المباشر بين الأفراد و الجماعات أو الجماعات والجماعات ، وبعملية يمكن تسميتها بالانتشار . بعد أن وصل المستكشفون الأوروبيون إلى أقصى الشرق والى الأمريكيتين في القرن الخامس عشر ، استعيرت استعارة واسعة عناصر ثقافية من قارات مختلفة في كل العالم . واتى  بمحاصيل زراعية جديدة من الأمازون إلى إفريقيا ، والعكس صحيح .
وضمن التطور المتواصل في وسائل الاتصال وسبل السفر ، ازداد تبادل عناصر الثقافة ازديادا مطردا . ومع ذلك مازالت هناك اختلافات ثقافية كبيرة قائمة ليس فقط بين بعض الأمم بل أيضا بين مجموعات عرقية وأخرى غير عرقية بحسب الإقليم . وعلاوة على ذلك ، لا تنتشر كل عناصر الثقافة بنفس السرعة والسهولة . يميل الأفراد إلى الأسهل والأيسر والأنجع بغض النظر عن الأصل .
ومع ذلك يكون النظام السياسي ، أو الديني ، نموذجا مثاليا لما هو جميل وبالتالي يكون أكثر قدرة على الانتشار من الجوانب المادية للثقافة . الثورة الثقافية الاشتراكية التي قام بها في الصين ماو تسي تونج ، بدأت في عام 1966، في محاولة لإعادة إحياء الغيرة والحس الثوري في الصين . في ذلك الحين نظم الطلبة الراديكاليون ودربوا الحرس الأحمر وسيروا المظاهرات وقادوا الشارع الصيني مرارا وتكرارا في الهجوم العنيف على " الأربعة القدماء " وهى : الأفكار القديمة ، والثقافة القديمة ، والقيم الاجتماعية القديمة ، والعادات القديمة . وخلال الحملة الشاملة على المثقفين وما هو مستورد  من خارج الصين مما أعتبر من الأشياء الأجنبية ، أتهم هؤلاء بأنهم " عناصر قديمة " بحاجة إلى " إصلاح " ، وأجبروا على القيام بعمل سنوي وتم إذلالهم جماهيريا في " مقابلات نضالية " . وفي 1968 عندما صارت الصين على شفا حرب أهلية ، وذلك عندما حاربت الفصائل الراديكالية بعضها البعض ، تم عندها إلغاء الحرس الأحمر ، وتم إحضار الجيش ليفرض النظام بينما الثورة تتواصل . لقد دمرت الثورة الثقافية مصداقية وأخلاق الحزب الشيوعي . وانتهت الثورة رسميا في 1969 لكن العديد من وسائلها ظل متواصلا حتى موت ماو تسي تونع في عام 1976. كانت تشيانغ تشنغ زوجة ماو تسي تونغ قائدة للثورة الثقافية التي انتهت بموت الآلاف من أبناء الشعب الصيني .
بين الثقافة والفوضى :
في مقال بعنوان ( الثقافة والفوضى ) ( 1869 ) ، عرض الشاعر والناقد الإنجليزي ماتثيو أرنولد للخطر الذي سماه " الخلط بين الثقافة والفوضى " ، وقد قام أرنولد بتشخيص المجتمع البريطاني باعتباره يتكون من ثقافات عدة قسمها بحسب التوزيع الطبقي الذي جعله من ثلاثة طبقات عامة : أولا : البربر ( الطبقة العليا ) ، وثانيا : الانتهازيون ( الطبقة الوسطى ) و ثالثا : الرعاع ( الطبقة العاملة ) . وأن لكل من هذه الطبقات خصوصيتها ولغتها وأجوائها وطموحاتها ، وقد أردف قائلا أن الأمل في المجتمع الصادق يكمن في تأثير أهل الثقافة على المجتمع ، وتأثير المدافعون عن الجمال والحقيقة على مجتمعهم بل وقد اعتبرهم " الرسول الحقيقي للمساواة الاجتماعية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق