Translate

1

1
1

بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقافه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثقافه. إظهار كافة الرسائل

24 مارس 2014

كيف تكون مثقف How to be cultured

    مما لا شك فيه ان الانسان بطبيعته فضولي لان ان لم يكون فضوليا ما كان وصل الى هذه التطورات الكثير على مر العصور وهذه التطورات جعلت الانسان يعيش فى ارتقاء ورقى وامن وامان . فيجب على كل انسان ان يعرف ويتعلم ويكتسب الثقافات المتعددة حتى يتمكن ان يرتقى بفكره وتفكيره ويرتقى بكل ما هو يحيط به . غير ان اكتساب المعلومات فى حد ذاته متعه يشعر بها الانسان عندما يكتشفها و عندما نلتقي مع إنسان مثقف يجيب عن كل الأسئلة التي تخطر ببالنا على سبيل المزاح  مثل دائرة البحث لجوجل نشعر بالإعجاب الشديد بشخصيته وبمعلوماته الكثيرة ، ويتمنى أي إنسان أن يصبح مثله . ولكن يجب أن نعلم أن هذه الثقافة لم تأت عن عبث وأن هذا الإنسان قد تعب كثيرا في الحصول على المعلومات الوفيرة التي يستفيد منها في كل مجالات الحياة ولا بدأن تكون حياة هذا الإنسان المثقف مختلفة ومتميزة وأنه اتبع خطوات معينة حتى حصل على ما يريد . فتعالوا معنا نتابع خطواته :
الخطوة الأولى - العزم والارادة و التصميم 
وأنت أيضا باستطاعتك أن تصبح مثقفا تعرف المعلومات الكثيرة ، وتجيب عن كل الأسئلة ، وتصبح متفوقا يحترمك كل الناس لعلمك وأدبك الرفيع ... ولكن ما عليك إلا أن تكون مقتنعا ، وأن تصمم على تحقيق هدفك ، وأن تعمل بجد وتصبر للحصول على ما تريد . ويجب أن تعلم أن ما من شيء يأتي بسهولة ، فالبيت الكبير لا بد أن يكون له أساس قوي حتى يصمد طويلا . وينبغي عليك أن تعلم أيضا أن مرحلة الطفولة هي الأساس لتكوين إنسان مثقف ومتفوق يحترمه الجميع في المستقبل ، ولأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر . فالمعلومات التي نحصل عليها ونحن صغار لا ننساها أبدا مهما مرت الأيام وتوالت الشهور .ولاكن يستطيع الانسان فى اي مرحله عمريه ان يكتسب الثقافات المتعددة ولاكن يستحسن اكتسابها من الصغر
الخطوة الثانية - تنظيم الاوقات 
إن عزمك على أن تصبح مثقفا لا يعني أن تعيش حياة مختلفة في كل شيء عن باقي زملائك ، بل من حقك أن تمارس حياتك العادية ، وتمارس كل هواياتك المفضلة من لعب بالكرة أو الألعاب الأخرى حتى تنمي جسمك كما سوف تنمي عقلك . ومن حقك أن تزور أصدقاءك وتشاهد التلفاز  ولكن عليك فقط أن تنظم وقتك ، وأن تضع برنامجا يوميا تملأ فيه كل أوقات فراغك بأشياء مفيدة تحصد ثمارها في المستقبل وأنا لا أستطيع أن أضع لك البرنامج ، لأن لكل شخص ظروفا مختلفة عن الآخر ، ولكنني أستطيع أن أضع معك النقاط الرئيسية ، وأولها يجب وقبل كل شيء أن تنهي واجباتك ، ثم تحدد ساعات معينة للمطالعة وأخرى للقاء الأصدقاء ، ثم عليك أن تعرف ماذا تقرأ، ثم تستطيع أن تستفيد من مشاهدة البرامج المفيدة والتعليمية المقدمة بأسلوب بسيط في التلفاز . وكذلك عندما تلتقي بأصدقائك تستطيع أن تجري معهم مسابقات ثقافية تكون لها جوائز رمزية تشجيعيه .
الخطوة الثالثة - السؤال دون ملل :
بعد أن نويت وعزمت على أن تصبح رجلا بكل معنى الكلمة ، وأن تصبح إنسانا متميزا من حيث المعلومات ، وبعد أن وضعت برنامجا يوميا تستغل من خلاله كل الوقت ، فما عليك إلا أن تبدأ بتكوين شخصيتك المثالية وأهم الطرق والمفتاح الذي بواسطته تفتح الأبواب المغلقة أمامك وتتعرف على المجهول هو السؤال ... فعليك أن تستعين بما هو اكثر منك خبره وانت تثق بهم ، وأن تسألهم عن كل الأمور التي تشعر أنها غامضة أو الأشياء التي لا تعرف عنها الكثير ، ويجب أن لا تخجل من كثرة الأسئلة لأنمن تثق بهم  لن يبخلوا عليك بالأجوبة ، بل سوف تفرحهم أسئلتك إن كانوا يحبون أن تتطور شخصيتك . والأجوبة قد تكون لديهم ، ولكن الأفضل أن يوفروا لك الأجوبة في كتب حتى تستمتع بوقتك في صحبة الكتاب ، وأن يساعدوك في قراءته إن كنت تحتاج لذلك 
الخطوة الرابعة - القراءة المستمرة :
هل تعلم أن الكتب  العامه  والكتب الدراسية القديمة هي وسيلة مهمة جدا للحصول على المعلومات وتكوين الثقافة ولكنها ليست كافية وحدها حتى تجعلك شخصا مميزا في المستقبل . فعندما يطلب المدرس من الطلاب أن يحفظوا خمسة أبيات من قصيدة مقررة في المنهاج مثلا ، فيجب عليك أن تحفظ أنت ثمانية أبيات ، لماذا ؟ لأنك يجب أن تصبح مميزا عن باقي الطلبة ، ولأن هذه الأبيات الشعرية التي سوف تحفظها مبكرا لن تنساها أبدا مع مرور الأيام ، ولأنك إن لم تحفظ هذه الأبيات الآن فلن تحفظها في المستقبل ، وعليك أن لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ، فالثقافة الغزيرة تحتاج إلى النشاط والاعتياد على المطالعة وعدم التكاسل والتأجيل . وهكذا تفعل في باقي المواد الدراسية . ولا بأس من أن تسأل المدرس عن اسم الشاعر الذي كتب القصيدة وأن تعرف شيئا عن حياته و شعره إذا كنت مهتما بالشعر .و بعد أن تقوم بما هو واجب عليك من دراسه او عمل  ، وتؤدي جميع واجباتك على أكمل وجه تذهب لممارسة الهواية المفضلة لديك وهي المطالعة ، حيث تستعين بشخص مقرب منك تثق بقدراته الثقافية ، وتطلب منه أن يدلك على القصص والكتب المفيدة ، ويجب أن يكون صديقك المفضل هو الكتاب الذي لا يمل منك أبدا .فكما جسمك يحتاج إلى الطعام حتى تكون قوى  كذلك عقلك يحتاج إلى الغذاء ، إلى كتب تقدم لك وجبات دسمة من المعلومات و كما قالوا  المطالعة غذاء العقول يجب أن تكون على ثقة بأن لا شيء يأتي بسهولة ، و حتى تصبح مثقفا يجب أن تجد و تتعب ، وسوف تستمتع كثيرا بما تفعل من هوايات مفيدة ، وعليك بالصبر الجميل وعدم الملل ، وسوف ترى نتائج عملك قريبا ويفتخر بك ما يحبك وبالتوفيق وفى انتظار تعليقاتكم و ملاحظاتكم 

9 مارس 2014

تكنولوجيا الثقافه Culture Technology

     إن مشكلة التقدم التكنولوجي للجهات التي مازالت تشكو من نقص في التنمية لايمكن حلها جذريا باسترداد التقنيات الأجنبية أو إدخال العلوم التطبيقية الجاهزة - على عجل- بشكل من الأشكال . فلا يمكن للتقدم أن يتحقق بصورةجذرية إلا بالابداع والدعم ، حسب سياق ينمو داخليا في قلب الحقيقة الإنسانية للمجتمعات المعنية من الوجهتين الثقافية والإجتماعية للعلم .إن الأمر الأساس الذي يجب التركيز عليه هو أن العلم والتقنية الجديدة كلاهما من المكونات العضوية في الثقافة . وهما لا يصبحان مرتبطين اجتماعيا ومنتجين اقتصاديا إلا إذا تم دمجهما في البيئة الثقافية التي يعملان فيها ، وبذلك يصيران ظاهرة ديناميكية تستحث التجديد والإبداع ونفهم من هذا أن أكبر كذبة هي ما يسمى بنقل العلوم والتكنولوجيا ، ليس هناك شيئ يمكن تسميته بنقل التكنولوجيا ، فمجرد استيراد المنتج التكنولوجي ، فضلا عن استيراد الفنيين للسهر على تشغيله وصيانته ، ليس بحال استيرادا للتكنولوجيا . فما يتم نقله تحت غشاء هذا المصطلح نقل التكنولوجيا هوا مجرد مواد عفى عليها الزمن وبأثمنة لا مبرر لها ، أما التمكن من التكنولوجيا فهوا نتيجة عمل وبحث وإبداع ذاتي ، وذلك مسار يستحيل بيعه أو شراؤه ، ولا سبيل إلى الوصول إليه إلا باكتساب المعرفة وتنشيط الابتكار .
إن العلم أو التقنية لايمكن نقلهما ، لأنهما نتاج نسق ثقافي ؛ فالقيم الثقافية هي التي تحدد الفكر العلمي والإبداع والابتكار . فالعلم والتكنولوجيا ليسا المحركين الأولين للتغيير الاجتماعي بل القيم الثقافية عي المحرك الأساس ، وهي التي تجعل التغيير ميسورا من خلال تمكين الأفراد من استيعاب العلم والتكنولوجيا . وهذا ما أسميه بانتهار العلم والثقافة ولهذا نجد أن اليابانيين بالرغم مما يشاع عنهم لم ينقلوا التكنولوجيا . إن اليابانيين سلكوا في استيراد التكنولوجيا مسلكا فريدا بحيث اتجهوا إلى تحليل المواد المستوردة بهدف فهم آلياتها وكيفيه عملها بقصد فهم مل جزء من جزئياتها ، وإعادة تركيبها وفق مقاييس وأذواق مغايرة ، ففي التركيب الجديد نجد أن هناك إبداعا يابانيا ينسجم مع القيم المجتمعية ومع الخصوصية اليابانية وفق ذوق الإنسان الياباني في الحياة . فهناك إذن إبداع ذاتي ، وبدون هذا الإبداع الذاتي لايمكن التحدث عن التكنولوجيا .
هناك عامل أخر في الإبداع التكنولوجيا هوا العامل السياسي والإدارة السياسية . إن العامل الأساس في نجاح الإبداع التكنولوجي هو توفير الإرادة السياسية وتوفير جو الحرية لأصحاب المواهب العلمية والفنية ، وهذا يتطلب بطبيعة الحال احترام الإنسان .
ووجود العنصر البشري المتوفر على القدرات الفنية والعلمية العالية شرط ضروري في نجاح العملية الإبداعية ، وهذا الشرط لنوفر في عالمنا الغربي والإسلامي ، خاصة إذا علمنا أن كبار المتخصصين في المراكز العلمية والتكنولوجية في العالم الغربي هم عرب مسلمون ، ولكن غياب الحقوق والحريات العامة وغياب احترام الإنسان ، كل ذاك حرم العالم المتخلف من الاستفادة من طاقاته الذاتية وأصبح يعيش حالة نزيف مستمر لأدمغته وذوي القدرات فيه .
وشكرا للمتابعة الموضوع وفى انتظار تعليقاتكم 

1 مارس 2014

تعريف الثقافه,

تعريف الثقافة :
كان الشاعر ت . س . اليوت من اشهر من اهتم بموضوع الثقافة منذ بدايات القرن العشرين ومن أجل إدراك الثقافة وضع إليوت شروطا ثلاثة إذا ما تحققت ، تم بها تحقيق الثقافة وهي : أولا : البناء العضوي ، ويرى أنه يساعد على الانتقال الوراثي للثقافة داخل ثقافة ومجتمع معينين . ثانيا : القابلية للتحليل : ويرى وجوب أن تكون الثقافة ( من وجهة النظر الجغرافية ) قابلة للتحليل إلى ثقافات محلية ( البعد الإقليمي للثقافة ) . ثالثا : التوازن بين الوحدة والتنوع في الدين . ويرى أن هذا الشرط مهم لأنه في الكثير من الثقافات لا يمكن إغفال أو تهميش عامل الدين . وفي هذا السياق أضاف آخرين إلى أن الثقافة سياسة وتربية .
وعندما أقدم بعض علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع على تعريف مفهوم الثقافة البشرية قالوا أنها سلوك تعلمي يكتسبه الأفراد كأعضاء في جماعات تعيش في المجتمع الواحد . في السبعينات من القرن التاسع عشر قدم عدد من علماء الأنثروبولوجيا أكثر من تعريف للثقافة وفي المحصلة أجمعوا على أن الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة ، والمعتقد ، والفن ، والخلق ، والقانون ، والعادات الاجتماعية وأية إمكانيات اجتماعية أخرى بل وطبائع اكتسبها الإنسان كعضو في مجتمعه ". وبعدئذ دأب هؤلاء على تقديم العديد من التحسينات والتباينات على هذا التعريف العام لمعنى الثقافة ، لكن الأهم هو أن الجميع اتفقوا على أن الثقافة هي سلوك تعلمي كثيرا ما يتناقض مع السلوك الموهوب تراثيا .
وانطلاقا من واقع أن كل مجتمع إنساني يتمتع بمنظومة من السلوك الذي تحكمه معايير قد تختلف نسبيا من مجتمع إلى آخر حتى داخل الثقافة الواحدة ( مثال ذلك الثقافة العربية ومن لها من ثقافات فرعية تحكمها عوامل قسرية مثل العوامل الإقليمية والجغرافية وربما ازدواجية اللغة كحالة الجزائر بين أصول بربرية وأخرى عربية ) ، كما تحكمها معايير أخرى تؤدي إلى ألوان أخرى من المعرفة مثل ( الاستعمار والهجرات والحروب وما إلى ذلكم من الأمور وربما ازدواجية اللغة مرة أخرى لكن هذه المرة نرى الازدواجية بين اللغتين الفرنسية والعربية في بلاد المغرب العربي ) فانه يتم تآلف الأفراد مجتمعيا وتثاقفيا . ويتمتع الإنسان بمنظومة هذا السلوك منذ ميلاده بل ويتطور ذلك السلوك وينمو معه طالما ظل يعيش في ذلك المجتمع .
من هنا يمكن القول بأن الثقافة بهذا المفهوم تختلف عن الثقافة بالمفهوم الذي استخدم لوصف شخص مصقول صقلا عاليا ، وله دراية بالموسيقى ، والأدب ، والفلسفة ، والسياسة ويجيد لغة عالمية إضافة إلى لغة أمه الأصلية ، بل وربما يتضمن أيضا توجهات ثقافية أخرى مشتركة مع الحياة المتحضرة من المعرفة بعالم الاتصال الحديث كالإنترنت وقريناته وما شابة ذلك .
ومن زاوية أخرى نرى أن الثقافة الإنسانية بمفهومها التقني تتضمن سمات للسلوك التافه والدنيوي اللازم للحياة اليومية مثل اللباقة الاجتماعية ( وهذا ما يحب البعض أن يسميه بالإتيكيت ) ، وطباع و عادات الأكل ، وما إلى ذلك من فنون المجتمع المهذبة . وكما يمكن مناقشة أمر تفاهة مجتمعات محددة حول العالم ، وبناء على ما تقدم فإنه يمكن اعتبار الثقافة مجموع كمي من المعرفة البشرية وسلوكها المكتسب ضمن الإطار الاجتماعي للفرد الواحد ، وهذا يؤدي بنا إلى التذكير بأنه يوجد كم من المعرفة لا تشترك فيه كل المجتمعات الإنسانية في أي وقت ولا يشترك فيه كل الأفراد في أي مجتمع ، أي أن هذا الكم المعرفي يكون مقصورا على أفراد معينين في أوساط اجتماعية معينة وبالتالي فهم في أغلب الأحيان يشكلون كما ضئيلا في مجموعهم إلا أنهم جزء من الثقافة الإنسانية .
وفي هذا السياق يمكن أن نأخذ على سبيل المثال لا الحصر حرفة الزراعة أو حرفة صيد السمك فنرى أن كل منها تمثل جانبا مهما من الثقافة الإنسانية الأولى والمعاصرة أيضا ، وليس من التقاليد أن يشارك فيها الكثير من المجتمعات الطبيعية المنتجة الأخرى مثل مجتمعات الرعي والصيد البري ( أدغال إفريقيا وغابات أمريكا اللاتينية واستراليا ) ، وحياة البداوة والترحال ( صحراء سيناء وصحاري السودان وصحارى المغرب العربي ) . فمن البديهي أن تتمتع الزراعة بجميع أنماطها بخصوصية تواجدها في الأراضي الخصبة ، كما أن صيد السمك لا يمكن أن يكون إلا على شواطئ البحار وضفاف الأنهار .
ومثال أخر هو الطاقة النووية والصناعات الثقيلة التي هي الآن جزء من الثقافة الإنسانية التي لا غنى عنها على الإطلاق ، وهى في غالبها قاصرة على عدد محدود من المجتمعات مالكة الصناعة العالية . وإضافة إلى ذلك ، نرى أنه في هذه المجتمعات فقط يوجد عدد كامل من الجوانب التقنية مملوك لعدد صغير من العلماء والمهندسين وأصحاب رؤوس المال الهائلة .
انتقال الثقافة :
لكن قبل وبعد كل شيء تتكون المجتمعات الإنسانية من مجموعات منظمة من الأفراد هم غالبا من الجنسين ومن مختلف الأعمار ، ولهم منظومة من القواعد السلوكية التي تنتقل من جيل إلى جيل آخر . هذا الكلام ينسحب على مناح أخرى من الحياة حتى يصل إلى الكائنات غير الحية مثل العديد من الحيوانات ومن ضمنها ثدييات وحشرات ، فهذه لها أيضا مجتمعات ، إلا أن طريقتها في نقل السلوك الاجتماعي تختلف في أساسها عن طرق المجتمعات البشرية تلك . الحشرات تنقل سلوكها الاجتماعي بالوراثة البيولوجية .
إن السلوك الاجتماعي لمعظم الثدييات ينتقل انتقالا طبيعيا و رئيسيا بواسطة الجينات الوراثية ، ولكن أيضا ، والى حد أقل ، يتم ذلك السلوك بواسطة التداعي الاجتماعي ، أو بالتلقين . يمكن أن ترى أثر التعلم على الكلاب والقرود والدلافين البحرية ويصل الأمر بهذه الحيوانات إلى أن تفهم الإنسان وتتعامل معه وتستجيب لأوامره .
يتم تعلم السلوك الإنساني إما كليا أو يتم تعديله تعديلا جذريا عن طريق التعلم الاجتماعي . وحتى هذه المناحي البيولوجية القوية ، أو الغرائر مثل الجنس والجوع يتم تعديلها وتطويرها بالثقافة ، فمثلا يتم تقنين السلوك الجنسي عمليا باستخدام تعبيرات تعكس دلالات العيب الاجتماعي في كل المجتمعات الإنسانية من المحرمات، بل وربما يرفض الناس الجياع الطعام الذي ينتهك حرمتهم الدينية ( ما يعتبر عيبا دينيا ) مثل أكل لحوم الكلاب والقطط الشائع بين شعوب جنوب شرق أسيا ، أو لحم الخنزير الشائع بين شعوب أوروبا وأمريكا اللاتينية ، أو ينتهك قوانين الحمية الغذائية ، أو ينتهك ما يعتبرونه بغيضا لثقافتهم كأكل الضفادع والجراد وبعض الحشرات الأخرى .
ومن هنا يمكنني القول بأنه صار ممكنا ، في الأغلب ، اعتماد البشرية على السلوك التعليمي وذلك بمظاهر بيولوجية نادرة للإنسان بوصف هذا الإنسان نوعا بيولوجيا . وحيث أن البدايات في أي أمر مهمة للنجاح ، نرى أن وجوب الاهتمام الشديد بدورة الحياة الطويلة نسبيا للطفل والفترة الممتدة لنموه ، وهى التي يكون خلالها الطفل البشري معتمدا على والديه ، ومتعلما منهما ومن من حولهم من بالغين آخرين . وفي هذا المقام نرى أن من المهم تطوير قدرة الإنسان اللغوية لأنها تؤدي إلى التطور المعقد للدماغ ، والجهاز العصبي ، والحبال الصوتية ، والحنجرة ، وأجزاء الجهازالسمعي واتمنى لكم الاستفاده والافاده وفى انتظار ملاحظتكم وشكرا 

اللغه والثقافه,

اللغة والثقافة :
في البداية دعني أقول أنه ليس هناك ما هو أهم من اللغة في تطوير الثقافة الإنسانية وهى ثقافة أصبحت بالغة التعقيد في الزمن الحاضر  بهذه اللغة تمكن بني البشر من استخدام الرموز وتطوير لخلق معان للحياة ، وذلك يعني ، أن أصحاب اللغة تمكنوا من إبداء النعم ومن نقل المعاني عبر الأصوات و ترتيبات الأصوات إلى كلمات وجمل . وبعدئذ صار من الممكن تعليم العديد من الحيوانات أن يستجيبوا إلى اللغة ، ولكن فقط في صورة إشارات أو أصوات وليس كرموز حقيقة .
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنه يمكن تعليم قرد الشمبانزي أن يستخدم عددا محددا من الرموز في استجابة إلى أصوات وإيماءات معينة ؛ لكن بني البشر فقط هم الذين يمكنهم الاتصال ببعضهم البعض باستخدام لغة نظامية . كل الثقافات الإنسانية تعتمد على اللغة ، وكل اللغات البشرية ، حتى لغات تلك الشعوب غير المتعلمة ، هي لغات معقدة بدرجة كافية لأن تقوم بنقل الثقافة الإنسانية باعتبارها كلا متكاملا . وكذلك الأمر فإن أي كانت لغة هي مرنة ومطاوعة بدرجة كافية لكي تتمدد في مفرداتها وتراكيبها كلما صارت ثقافة المجتمع أكثر تعقيدا .
يكتسب الأطفال ثقافة مجتمعهم اكتسابا رئيسيا عن طريق اللغة . ومع ذلك ، فإن اللغة والثقافة ليستا ذات علاقة بتركيب الجينات أو الجنس البشري ، فمثلا لو تربى طفل عربي في عائلة من أمريكا الشمالية ( الولايات المتحدة ) أو كندا فهو سوف يكتسب ويتعلم و يتكلم نمط اللغة الإنجليزية لأمريكا الشمالية أو كندا بحسب الحالة ، وسوف يتصرف اجتماعيا وثقافيا مثلما يتصرف طفل شمال أمريكي أو كندي بحسب الحالة أيضا . هذا الأمر يؤدي بنا إلى القول بأنه يمكن لأي شخص من أي جنس بشري أو نوع بيولوجي ، أن يتعلم لغة ما إذا ما عاش في كنفها ، وبواسطة هذه اللغة يمكن أن يحقق الثقافة الإنسانية لتلك اللغة وأهلها .
تباينات الثقافية :
تتباين الثقافات الإنسانية تباينا واسعا في الأرض بل ويصل الاختلاف إلى أبعد حد بفعل عوامل إقليمية وجغرافية ودينية وطبقية . هناك تباين كبير بين مجتمعات وثقافات غابات الأمازون أو أواسط إفريقيا فتلك مجتمعات ما زالت بدائية ، وبين مجتمعات أخرى تتمتع بثقافات متحضرة بفعل التعليم مثل مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط ​​، ثم هناك مجتمعات أكثر تعلما وتقنية و تحضرا مثل الولايات المتحدة وكندا واستراليا واليابان .
تباين هذه المفاهيم الثقافية يبدو لنا واضحا جليا في صورة عادات ومعتقدات اجتماعية يكون لها أحيانا صفة وبعد ديني ففي بعض المجتمعات عادة ما يمارس الناس أحادية الزواج ( شريك أو شريكة عمر واحد أو واحدة كما في الزواج المسيحي الكاثوليكي ) هذه العادة تم حمايتها بنظم وقوانين صارمة وضعتها الدولة وأشرفت عليها وعملت على حمايتها مثلما الأمر في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية أوروبا ؛ وهناك مجتمعات أخرى توجد فيها ثنائية الزواج ( زوجان لامرأة واحدة في نفس الوقت ) وهذا الأمر موجود في بعض دول أمريكا اللاتينية ، وفي حالة ثالثة توجد مجتمعات تجيز وتمارس تعددية الزواج ( عدة زوجات ) ، كما في المجتمعات الإسلامية سواء عربية كالسعودية وغيرها ، أو إسلامية غير عربية مثل الباكستان وبنغلادش و أفغانستان وغيرهم .
وعلى ذكر الزوج والزوجات نقول أنه في بعض الثقافات يكثر التندر على أم الزوجة ويكون إطلاق النكات عليها أمرا شائعا وهذا الحال متوافر في الثقافة العربية خاصة في مصر وبر الشام . في بعض المجتمعات يعتبر الأب قوي الشخصية إذا كان يتصرف كالطاغية مع أفراد أسرته . وفي مجتمعات أخرى يعتبر الأب جيدا إذا كان حاميا للأسرة ومتسامحا معها . والحالين متوافرين في ثقافة العرب المعاصرة وتحكم هذه الأمور ضوابط البيئة والمناخ العام للأسرة ونسبة التعليم فيها وما إلى ذلك .
ورغم التباين الهائل بين الثقافات الإنسانية حول العالم ، إلا أن هناك عموميات محددة موجودة في كل المجتمعات ، وهى تعكس ردود أفعال أساسية عن حاجات بني البشر . هذه العموميات تتضمن وسائل أولية للعيش والبقاء - وعلى سبيل المثال كما وسبق أن ذكرنا ، الصيد، والزراعة ، والصناعة . يشكل بعض هذه العموميات للأسرة الأولية ؛ نظام من القربى ؛ مجموعة من قواعد السلوك الاجتماعي ؛ الدين ؛ ثقافة مادية ( أدوات ، وأسلحة ، وملابس ) و أنماط من الفن ؛ والعديد من المؤسسات الأخرى التي تشير إلى التوجهات العامة في كل المجتمعات الإنسانية في اتجاه بيئات طبيعية متباينة . وشكرا لمتابعة الموضوع واتمنى افادتكم وافادتى بتعليقاتكم وملاحظتكم

انماط الثقافه,

أنماط الثقافة :
على أي حال فإن نموذج الثقافة عموما يشير إلى مجموعة من المسالك الثقافية أو العناصر التي تشكل نظاما متداخلا على أكثر من صعيد ، فإذا ما بدئنا بأوائل سبل الحياة الأولى نقول أن المحراث هو عنصر لنمط ثقافي يتكون أصلا من المحراث ذاته ، والحيوان الأليف الذي يستخدم في سحب المحراث و محاصيل حبوب العالم القديم مثل القمح والشعير ، وحرث أراض أكبر في مساحتها من الحدائق ، واستخدام الأسمدة من روث الحيوانات الأليفة . جاءت الزراعة بالمحراث والعوامل المشتركة معها ، كنمط ثقافي ، جاءت من القرون الوسطى في حوالي ق 500. م .
مثل هذا النمط الثقافي تواصل عبر الأيام ؛ فالزراعة تنتشر من ثقافة إلى أخرى ، ويضاف إليها عناصر جديدة بين حين وآخر ، وهو ما نسميه بالتطور التقني للزراعة . اليوم تعرف زراعة المحراث كنمط ثقافي ، وقد تم دمج محاصيل باستخدام وسائل علمية عالية التقنية وباستخدام ونماذج جديدة من الأسمدة ، فنتج لنا أنواع أخرى من المحاصيل و الخضرة الأخرى . كل هذا يندرج تحت تسمية النمط الثقافي للمجتمع الواحد .
أحيانا يستخدم تعبير النمط الثقافي لكي يعني ترتيبا متجانسا للسلوك البشري ، والعادات الاجتماعية ، ومنظومة القيم المرتبطة بها وهى يلك القيم التي ستكون من خصائص المستقبل أو الحضارة . هناك علماء انثربيولوجيا ينظرون إلى الحضارات في سياق نمط الشخصية المهيمنة في أي حضارة وهى الشخصية التي تكون مفضلة عند كل ثقافة ، والذي يظهر في طبيعة المنظمات الاجتماعية ، وطرائق تعليم الأطفال و تدريبهم ، ومراسم العادات والتقاليد ، والقيم الدينية ، وما يتبع ذلك من وسائل تطبيق ذلك على الواقع العملي للحياة . هناك أنماط ثقافية تاريخية يمكننا المرور عليها بالذكر وذلك مثل بعض ثقافات الإغريق القديمة ، فقد كان منها ما هي ثقافة محمومة وعنيفة ومنها ما هي ثقافة منظمة وهادئة . الحكم هنا هو الزمان والمكان 
نسبية الثقافية :
العادات والسلوك التي تعتبر خطاءة في ثقافة ما ، قد تكون مقبولة كليا أو ربما ممتدحة ومحببة في ثقافة أخرى . غالبية علماء الأنثروبيولوجيا ينظرون إلى الثقافة الإنسانية نظرة نسبية [ النسبية هي نظرية تقول بأن كل شيء في الدنيا نسبي وليس هناك شيئا مطلقا ] ، والمفهوم بأن كل الثقافات هي نظم مرتبة ومن خلالها تكون التقاليد الاجتماعية والمؤسسات منطقية في معانيها الخاصة . وبهذا يمكن رؤية إيمان الهندوس بعدم أكل لحوم البقر وضمان معاملة خاصة للأبقار ، يمكن رؤيتها على أنها وظيفية ومنطقية ، هذا ليس فقط في إطار التقاليد الدينية للأبقار المقدسة ، ولكن أيضا في سياق الفائدة المرجوة من البقرة كحيوان جر وكمصدر للروث من أجل التسميد والوقود . غالبية علماء الإنسان يقرون كذلك بأن الثقافات البشرية تتضمن في بعض الأحيان عادات وقيم مضادة للرفاهية الإنسانية .
تحولات الثقافة :
يرتبط تحول الثقافة الإنسانية ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي ، وهو التحول الذي من خلاله قامت البشرية باستثمار البيئة بطرق معقدة تعقيدا كبيرا يتزايد يوما بعد يوم ، ولنا في ذلك مثال في تاريخ تطور التكنولوجيا ، ففي القرن التاسع عشر قدم العديد من علماء الانثروبيولوجيا الرواد وعلماء الاجتماع ، نظرية تقول بأنه لا بد وأن تمر كل ثقافة إنسانية بمراحل محددة من التحول ، بل وقسم البعض هذا التطور إلى ثلاثة مراحل تتكون من التالي : مرحلة أساس ( مرحلة الوحشية ) ، عندما قام بني البشر بجمع البذور والحبوب ؛ وتبع ذلك مرحلة ثانية سموها ( مرحلة البربرية ) ، عندما قام بني البشر بزراعة الحبوب ، واستخدموا بعض الأدوات المعدنية من أجل ذلك ، وعاشوا في مساكن دائمة ؛ وأخيرا ، مرحلة ثالثة عندما اهتموا بالحضارة التي بدأت بابتكار الحروف الصوتية والكتابة . علماء الانثروبيولوجيا وعلماء الآثار ، ومؤرخون لم يعودوا يعتقدون أن حضارات محددة هي بالضرورة تحقق تقدما في مراحل ثابتة من التاريخ .
 ومن الواضح أن مجتمعا بسيطا مكونا من بضعة مئات من الأفراد في صحراء النقب أو سيناء مثلا لا يمكن أن يطور بمفرده نظاما اجتماعيا بمفردهم ودون الاختلاط بمجتمعات أخرى أو ثقافات أخرى ، بل ويمكن أن نقول بأن سكان العصر الحجري يمكنهم أن يسوقوا دراجات و سيارات وجرارات مباشرة ، ان يقوموا بإصلاحها عندما يتم تقديم تلك الماكينات إلى ثقافتهم . هذا الفهم الواضح لمعنى الثقافة جعل اليابان و من بعدها الصين ودول النمور الأسيوية ، جعلها قادرة على تغيير ذاتها من مجتمعات إقطاعية زراعية إلى مجتمعات صناعية متقدمة إلى أبعد الحدود . وبناء على ما تقدم نقول أن الثقافة الإنسانية تنمو وتتعاظم ، وذلك يعني ، أنها يمكن أن تتمدد من مجتمع إلى آخر ضمن حدود البيئة الجغرافية وطبقا لقدرة المجتمع على استيعاب أفكار جديدة ، والتعامل الإيجابي معها .
اتمنى الافاده للقارىء وافادتى بملاحظتكم وتعليقتكم المحفزه  وشكرا 

انتشار الثقافه,

تنتشر وتتطور عناصر الثقافة من مجتمع إلى مجتمع بالاتصال المباشر أو غير المباشر بين الأفراد و الجماعات أو الجماعات والجماعات ، وبعملية يمكن تسميتها بالانتشار . بعد أن وصل المستكشفون الأوروبيون إلى أقصى الشرق والى الأمريكيتين في القرن الخامس عشر ، استعيرت استعارة واسعة عناصر ثقافية من قارات مختلفة في كل العالم . واتى  بمحاصيل زراعية جديدة من الأمازون إلى إفريقيا ، والعكس صحيح .
وضمن التطور المتواصل في وسائل الاتصال وسبل السفر ، ازداد تبادل عناصر الثقافة ازديادا مطردا . ومع ذلك مازالت هناك اختلافات ثقافية كبيرة قائمة ليس فقط بين بعض الأمم بل أيضا بين مجموعات عرقية وأخرى غير عرقية بحسب الإقليم . وعلاوة على ذلك ، لا تنتشر كل عناصر الثقافة بنفس السرعة والسهولة . يميل الأفراد إلى الأسهل والأيسر والأنجع بغض النظر عن الأصل .
ومع ذلك يكون النظام السياسي ، أو الديني ، نموذجا مثاليا لما هو جميل وبالتالي يكون أكثر قدرة على الانتشار من الجوانب المادية للثقافة . الثورة الثقافية الاشتراكية التي قام بها في الصين ماو تسي تونج ، بدأت في عام 1966، في محاولة لإعادة إحياء الغيرة والحس الثوري في الصين . في ذلك الحين نظم الطلبة الراديكاليون ودربوا الحرس الأحمر وسيروا المظاهرات وقادوا الشارع الصيني مرارا وتكرارا في الهجوم العنيف على " الأربعة القدماء " وهى : الأفكار القديمة ، والثقافة القديمة ، والقيم الاجتماعية القديمة ، والعادات القديمة . وخلال الحملة الشاملة على المثقفين وما هو مستورد  من خارج الصين مما أعتبر من الأشياء الأجنبية ، أتهم هؤلاء بأنهم " عناصر قديمة " بحاجة إلى " إصلاح " ، وأجبروا على القيام بعمل سنوي وتم إذلالهم جماهيريا في " مقابلات نضالية " . وفي 1968 عندما صارت الصين على شفا حرب أهلية ، وذلك عندما حاربت الفصائل الراديكالية بعضها البعض ، تم عندها إلغاء الحرس الأحمر ، وتم إحضار الجيش ليفرض النظام بينما الثورة تتواصل . لقد دمرت الثورة الثقافية مصداقية وأخلاق الحزب الشيوعي . وانتهت الثورة رسميا في 1969 لكن العديد من وسائلها ظل متواصلا حتى موت ماو تسي تونع في عام 1976. كانت تشيانغ تشنغ زوجة ماو تسي تونغ قائدة للثورة الثقافية التي انتهت بموت الآلاف من أبناء الشعب الصيني .
بين الثقافة والفوضى :
في مقال بعنوان ( الثقافة والفوضى ) ( 1869 ) ، عرض الشاعر والناقد الإنجليزي ماتثيو أرنولد للخطر الذي سماه " الخلط بين الثقافة والفوضى " ، وقد قام أرنولد بتشخيص المجتمع البريطاني باعتباره يتكون من ثقافات عدة قسمها بحسب التوزيع الطبقي الذي جعله من ثلاثة طبقات عامة : أولا : البربر ( الطبقة العليا ) ، وثانيا : الانتهازيون ( الطبقة الوسطى ) و ثالثا : الرعاع ( الطبقة العاملة ) . وأن لكل من هذه الطبقات خصوصيتها ولغتها وأجوائها وطموحاتها ، وقد أردف قائلا أن الأمل في المجتمع الصادق يكمن في تأثير أهل الثقافة على المجتمع ، وتأثير المدافعون عن الجمال والحقيقة على مجتمعهم بل وقد اعتبرهم " الرسول الحقيقي للمساواة الاجتماعية "

التوزيع الجغرافي للثقافه,

في العادة تكون منطقة الثقافة إقليما جغرافي يعيش فيه سكان يشتركون في سمات ثقافية متشابهة ، وأنماط من البيئة الثقافية ، وطرائق حياة متماثلة . السمات الثقافية تتضمن أي شيء له شكل مادي ، ووظيفة معلومة ، وقيمة متعارف عليها عند المجموعة الثقافية الواحدة . هذا ويمكن تصنيف أنماط السلوك الثقافي باعتبارها مؤسسات اجتماعية تمتلك كل وسائل التحكم في المجتمع ، وتمتلك ما يحكم التفاعل الداخلي بين أعضائها ؛ وهى مؤسسات أيديولوجية تتضمن كلية المعرفة والمعتقد الذي تشترك فيه الثقافة ووسائلها بغرض الاتصال ؛ وهى مؤسسات تقنية تتضمن كل الأدوات والمهارات والقدرات التكنولوجية ؛ وهى التوجهات الراسخة ، والعواطف ، والمفاهيم التي تتضافر لتؤثر على السلوك الإنساني .لا يعمل أي من هذه العوامل منفردا ؛ بل على العكس ، حيث يؤثر كل واحد منها على العوامل الأخرى في مثيلها من المؤسسات الثقافية العالمية مثل مؤسسة الدين ، والنظم السياسية والاقتصادية ، وتلك الوسائل التي يحاول المجتمع بها أن يحافظ على الاستقرار الداخلي ، ويدافع بها عن نفسه ضد التهديدات الحقيقية أو المتوقعة ، ويبقي على ذاته باستخدامه مصادر بيئية مادية . ترتبط البيئة الثقافية بالعلاقة الجلية التي تفرزها الثقافة ، مع البيئة الطبيعية المحيطة بالثقافة . وتتباين عناصر الأرض في طبيعتها ، ووفرتها ، وطرق الوصول إليها ، وتوزيعها الجغرافي ، ومثل ذلك تماما تكون أهمية هذه العناصر لكل ثقافة ، وتكون هذه الأهمية نسبية بطبيعة الحال . وبمجرد أن يتم التعرف على عناصر بيئية مفيدة أو قيمة تصبح هذه العناصر مصدرا طبيعيا .
وتصبح المجتمعات الإنسانية بقيادة أنظمتها الثقافية عوامل بيئية فاعلة . وبما أن المجتمعات الإنسانية تستخدم وتعدل عاداتها بوسائل ثقافية متباينة ، فمن الممكن أن تبرز أنماط واضحة ذات طابع ثقافي مميز ، ومن بين هذه الأنماط المرئية نماذج تقسيم الأرض واستخدامها ، والاستيطان ، والتنقل بوسائل مواصلات ، و استغلال المصادر ، وفن العمران ، وزراعة النباتات وتربية الحيوانات ، وتطبيق القيم الأخلاقية .
قام علماء انثروبيولوجيا وجغرافيون وعلماء اجتماع آخرين باستخدام مفهوم منطقة الثقافة ( جغرافية الثقافة ) كوسيلة للتعرف على ، وتصنيف ، وفهم أفضل للثقافة الإنسانية في بعد مكاني معروف . ورغم أن ثمة محاولات تمت للتعرف على منطقة الثقافة على مستوى كوني ، إلا أن معظم الأدباء ينوون أن يعرفوا منطقة الثقافة في إطار عالمي ، أو ربما في إطار أصغر ، في أقاليم جغرافية . وبسبب الاختلاف الكبير في الممارسة الثقافية في كل العالم ، فانه غالبا ما يختلف الأدباء على العدد والتوزيع المكاني الدقيق لمنطقة الثقافة . تم تعريف المناطق الأساسية للثقافة على أنها مجموع متشابك من السمات التي تتطور تطورا كاملا ، وهى منفصلة الواحدة عن الأخرى بمناطق انتقالية للاختلاط الثقافي ( التوزيع الإقليمي للثقافة ) .
في أبسط أوليات مناطق الثقافة يمكن تعريف واقع الثقافة في إرهاصاته الأولى ، ومن ثم في مراحله الثانية ، وغالبا الثالثة . منطقة الثقافة الأوروبية ، على سبيل المثال ، يمكن أن تقسم بسهولة إلى ما لا يقل عن ثلاثة مناطق ثقافية فرعية وهى : البحر المتوسط ​​، والشمال الغربي ، والشمال الشرقي ، وكل واحدة منها له أحزمة محيطة انتقالية . ويمكن عمل تمايز ثقافي إضافي على أساس العرق ( القومية ) وعلى أساس الكتل اللغوية التي توجد في كل مكان . وربما أن أوروبا أفضل من أي إقليم رئيسي آخر في تبسيط مفهوم الدولة / الأمة ؛ معظم الدول الأوروبية تحمل اسم اللغة المهيمنة أو المجموع العرقي السائد ، فعلى سبيل المثال ، إنجلترا إنجليز ، وفنلندا فنلنديون ، وفرنسا فرنسيون .
الحواجز الثقافية غالبا تتصادف مع الحواجز الطبيعية التي تفصل بين السكان البشريين . هذه الموانع هي أجسام من المياه ، وسلاسل جبال ، و صحاري ، وأراض وممتدة واسعة غير مأهولة . والحواجز الاجتماعية ، والسياسية ، والدينية ، والحواجز التاريخية يمكن أن تحفظ أيضا ، ليس بالموانع الطبيعية ولكن بشكل منفرد على أساس الالتصاق القوي من مجموعة واحدة أو من كل المجموعتين من أجل طريقة تقليدية في الحياة .
منذ القرن السادس عشر تغير التمدد الكوني للثقافة الأوروبية ، إذا لم تكن تلك الثقافة قد مسحت العديد من الأنماط الثقافية القومية وريفها . في الأمريكيتين ، على سبيل المثال ، يصعب أن تجد أمثلة لم تتغير من ثقافة السكان الأصليين ؛ بل لأكثر مرارة أن الثقافات الأوروبية والايبيرية ( ثقافة إسبانيا والبرتغال ) تهيمن على الثقافة الأم . و مع وسائل النقل ووسائل الاتصال المتطورة ، والتعليم الرسمي ، والتجارة ، والنشاط العسكري ، وجهود دعاة التبشير ، وبرامج المساعدات ، تم تسهيل الهجرة المباشرة ، ظهرت نماذج غير مباشرة من الانتشار الثقافي ، وقد ساهمت كل هذه المؤثرات الهائلة في تغيير الممارسات الثقافية التقليدية في معظم أنحاء العالم تقريبا .اتمنى افادتكم  وافادتى من تعليقاتكم وشكرا

طرق الثقافه, وضعفها

القراءة هي السبيل المؤدي الى الثقافة ولكن اهم ما في الامر نوعية القراءة .
عليك ما يأتي :
1 اختيار مواضيع علمية للقراءة .
2 اقرأ واكتب ما تجده مفيدا في دفتر خاص واحتفظ به . والاطلاع عليه بين الحين والاخر .
3 عند قراءة القرآن الكريم فكر بمعانيه وادعم القراءة بالتفاسير .
4 اطلع على الاوضاع السياسية والاخبار اليومية .
5 احضر المؤتمرات والندوات واكتب ملخصا لذلك .
6 اشترك بالنشاطات الثقافية ان كانت مدرسية او جامعية .
7 اطلع على الموسوعات العلمية واختر المواضيع التي تميل اليها لقراءتها .
8 اكتب في المنتديات او المجلات مواضيع جيدة ولو كانت قصيرة .
9 اطلع على البحوث الجديدة في المجال الذي تميل اليه .
10 صادق من كان ذكيا ومثقفا 
11 اسمع الى خطب الجمعة واستفد منها .
12 دقق بما تسمع من اخبار وواصل الاطلاع عليها ، على سبيل المثال لو سمعت خبرا علميا معينا حاول متابعته والاطلاع على تفاصيله .
 ضعف الثقافة وهوانها :
الهوان والضعف الثقافي هو جانب ثقافي يجيء من الماضي ثم يصعب المحافظة عليه مع طرق الحياة المعاصرة . وفي عملية التغير الثقافي نرى بعض العوامل التي تتغير ببطء أشد من عوامل أخرى تنوي البقاء في المجتمع حتى بعد أن تكون عناصر منطقية وكافية قد تطورت لتحل محلها . غالبا ما ينتج الهوان والضعف الثقافي عن حواجز طبيعية واقتصادية متوافرة في مناطق بعيدة .
الاعتماد على مصباح الكيروسين ، على سبيل المثال ، يثابر خارج مناطق تضىء بالكهرباء ، وحتى في بعض المدن حيث لا يستطيع سكان الأحياء الفقيرة جدا أن يوفروا خط كهرباء أو أن يدفعوا فاتورة الكهرباء . بعض الهوان والضعف الثقافي لم يعد له أي وظيفة مفيدة وينتج عن مجرد عادات متأصلة . من هوان وضعف الثقافة الخمول ، ونمطية الأسلوب ( مثلا استخدام أزرار الكمام المعطف ) . ومن هوان وضعف الثقافة أيضا العباءات الأكاديمية التي تلبس عند التخرج من الجامعة أو من دورة دراسية ، وهى عباءات يتم المحافظة عليها من أجل الوظيفية الاحتفالية التي يريدونها . وفي العام 1922 م ولأول مرة جاء عالم الاجتماع ويليام ف أوغبيرن بتعبير " الهوان والضعف الثقافي " 
الصدمة الحضارية :
يستخدم علماء الاجتماع تعبير الصدمة الحضارية لوصف الشعور بالكآبة ، التي تظهر في صورة الحنين إلى الوطن في أوائل أيام الغربة ، وهو شعور يسببه العيش في بيئة أجنبية ذات ثقافة مغيرة للثقافة التي تربى فيها ذلك الفرد ، ويتزايد ذلك الشعور عند الاصطدام بلغة أجنبية غير معروفة ومفاهيم ثقافية غريبة وعادات وتقاليد مغايرة لتي يعيش فيها هذا المغترب أصلا ، ويبدو ذلك الشعور حتى لو كان مفهوم المغترب للثقافة الجديدة ضعيفا ومختلطا برموز مختلفة تتعلق بالسلوك ، وبأطعمة غير مألوفة ، وحتى بمحيط مادي غير مألوف ، وربما ينظر المسافر أو القاطن الجديد إلى الناس والسلوك الذي لم يعتاد عليه ، نظرة ليس لها مذاق ، وأحيانا ينظر إليها بخوف وتوجس . و يتم تجاوز الصدمة الثقافية إذا ما تم التعرف عليها بهذا المعنى . و قد يحدث أيضا أن يمر الناس بصدمة ثقافية معاكسة عندما يعودون إلى مجتمعهم المحلي بعد أن يمضوا عدة شهور أو سنين بعيدا عنه خاصة إذا انتقلوا من مجتمع تتوافر فيه سبل حياة الرغد و الرفاهية إلى مجتمع إحدى دول العالم الثالث .

اهمية الثقافه,

الثقافة هي عصب الامة ، ولبنة تكوينها الاساسية ، وخطوتها الاولى نحو التقدم والنهضة . وتعني لغة : التعلم ، فتثقف الشيء اي تعلمه ، وعلى وزنها تفقه اي تفهم وتفطن . اما اصطلاحا فتعني : الاستصلاح والتحسين ، وتعني ايضا زيادة المهارات 
الفردية . وما ينتج عنها يدعى : بالرخاء القومي او القيم العليا .
وتعتبر الثقافة بمثابة مقياس لمدى الرقي الفكري والادبي والاجتماعي للأفراد والجماعات  ولا يقتصر مفهوم الثقافة على الافكار وحسب ، بل هي ايضا تتعدى للسلوك الذي يضمن بموجبها حياة اكثر رخاء وسهولة ويسر .وهي كينونة تنصهر في بوتقتها كلا من العقائد والفنون والاخلاق والقوانين والعادات والاعراف الاجتماعية والموروثات القبلية . كما تعتبر اداة لإبراز القدرة الانسانية لحد يمكنها من تصنيف وتمحيص الخبرات وتسخيرها لإحداث ردات فعل إبداعية وخلاقة .وتتميز الثقافة بالعديد من الصفات التي تضفيها على حياة البشرية حيث انها :
- ظاهرة انسانية ، حيث انها تفصل الانسان وتميزه عن سائر المخلوقات .
- كما انها احد اهم دعائم الحياة الاجتماعية ، فلا تستقيم الحياة الاجتماعية ، ولا يمكننا الحديث عن عناصرها بمعزل عن الثقافة .
- كما انها عملية مبتدعة متجددة ، تواكب كل ما يحدث من متغيرات في بيئة الفرد والمجتمع .
- كما انها نتاج لتراكم فكري احدثه تعاقب الحقب الزمنيه ، وبالرغم من تباعد الفترات الزمنيه بين تلك الحقب ، إلا انها لا تفقد ايا من الكينونات التاريخية .وللثقافة حصة الاسد في نهضة المجتمع وتطوره ، ودفع عجلته نحو الرقي في شتى المجالات العلمية والفكرية والادبية ، ويتمحور هذا فيما يلي :
- تعد الثقافة احد اهم العوامل الاساسية للتنمية البشرية .
- تسهم الثقافة إيجابا في توجيه افكار الافراد و الشعوب ، ودفعها نحو الابداع و التميز .
- تعتبر الثقافة اداة فعالة لصقل المواهب الفردية وتنميتها .
- كما انها تضفي على الفرد والمجتمع الكثير من المفاهيم المستحدثة كالرخاء الفكري والحضارة الانسانية .
- وتساعد في ابراز مكامن قوة المجتمع ودفعه نحو الاصلاح والتحسين .